مروان حاجي : لن أسمح لنفسي بالمشاركة في استوديو دوزيم
حاوره : مصطفى بوكرن
يكشف مروان حاجي في هذا الحوار عن مسيرته الفنية ، و يحكي قصته و علاقته مع متنافسيه في دورة منشد الشارقة النسخة الثانية بدولة الإمارات التي أجريت في شهر رمضان ، كما أنه يستغرب ضعف الإعلام المغربي و على الخصوص القناة الأولى و الثانية في تعاطيه مع مجريات منشد الشارقة ، وأكد في هذا الحوار على فرحه بالفوز بالمرتبة الثانية و مساندة الجهور العربي له طيلة الدورة ، و بخصوص إذا مادوعي للمشاركة في "استوديو دوزيم" أقسم بالله أنه سيرفض المشاركة لأن استديو دوزيم كما يقول :" ما متابعش الطريق المزيانة "
من هو مروان حاجي ؟
- طالب بكلية الحقوق السنة الأولى بجامعة فاس ، خريج مدرسة الإمام البوصيري "براس الشراطين" ، برئاسة الفنان الحاج بنيس ، طالب بالمعهد الموسيقي السنة الخامسة "صولفيج" ،السن 19 سنة .
متى بدأت مسيرتك الفنية ؟
- بدأت المسيرة الفنية في سنة 1996 ، لما كان سني 7 سنوات دخلت إلى مدرسة رأس الشرطين و السبب هو أنه كان يعجبني المديح و السماع و الطرب الأندلسي ، أول مشاركة لي كانت في مهرجان وليلي في سنة 1997 و بعده شاركت في مهرجانات أخرى ، مهرجان المديح و السماع بفاس و مهرجان الموسيقي الروحية بفاس و مهرجان آسفي و مهرجان الدار البيضاء ، الحمد لله شاركت في مهرجانات خارج المغرب ، كاليوم الثقافي المغربي بالسودان و حصلنا على مراكز أولى ، و شاركت في مسابقات إنشادية بالمغرب و حصلت على مراتب أولى كذلك.
كيف شاركت في مسابقة الشارقة ؟
وصلني خبر من عند أصدقائي أذكر منهم المنشد نور الدين الطاهري و المنشد عبد الله المخطوبي ، وشاركت في الإقصائيات في شهر أبريل بالرباط ، حضرت لجنة تحكيم من الإمارات من ضمنها المنشد الكبير أبو خاطر و مجموعة من الفنانين ، و وتراوح عدد المتسابقين بين 150 متاسبق و 200 متسابق ، الحمد لله كانت هذه الإقصائيات الأولى اختير منها عدد قليل جدا و كنت من ضمن هذه المجموعة ، بعد هذا كانت إقصائيات أخرى في الإمارات عن طريق الأشرطة المسجلة في الإقصائيات الأولى ، فقررت لجنة التحكيم مع تلفزيون الشارقة ترشيح انا وشاب آخر للإقصائيات النهائية ففزت بتمثيل المغرب في مسابقة منشد الشارقة النسخة الثانية ، بعد هذا ذهبت إلى الإمارات في شهر يونيو ، أقيم لنا هناك اول استقبال في إذاعة الشارقة ، وشاركت في سهرتين على تلفزيون الشارقة ، ثم رجعت إلى المغرب ، وقبل شهر رمضان بعشرة أيام في 4 شتنبر عدت للإمارات لخوض منافسات منشد الشارقة في نسخته الثانية .
ما هو الإحساس الذي غمرك عند الإعلان بالفوز بالمرتبة الثانية ؟
- غمرني فرح كبير لأن كل واحد منا كان يطمح للفوز باللقب ، الحمد لله أخلصنا النية و وجهنا رسالة طيبة للجمهور ، وأدينا عملنا على أحسن وجه ،و هذا كان واضحا من خلال التلفزيون ، لأني كنت أمثل بلادي المغرب و الحمد لله على كل حال .
لما فزت بالمرتبة الثانية من هو الشخص الذي تبادر إلى ذهنك ؟
- بطبيعة الحال الشخص الأول "هما الوالدين ديالي لأنهما كانو كيدعيو معاي وكان قلبهوم معاي " .
ما الذي استفدته من منشد الشارقة ؟
- استفدت الكثير و الله ، تجربة مهمة جدا لا فنيا و لا أكاديميا ، تأخذ تجربة مهمة في حياتك ، تظى بتقدير جمهور واسع ، مثلت بلادك أحسن تمثيل ، هذا ليس بالأمر السهل ، كل واحد منا يتمنى هذا . ماهي القيم التي تلقيتها في منشد الشارقة ؟ - أولا تلقيت القيم الدينية ، عشت طيلة التجربة جوا دينيا متميزا ، التقيت بشباب منشد و في نفس الوقت متدين ، و تعلمت أن الإنشاد الديني قضاياه متنوعة و كثيرة .
ما الذي لم تجده في منشد الشارقة ؟
و الله أخويا بصراحة وجدت كل شيء لقيت الفن لقيت الجمهور لقيت كل شيء .
في مثل هذه المنافسات الشبابية ، يحضر الحسد و الدسائس في العلاقات بين المتنافسين كيف كانت العلاقة بينكم ؟
- لا أبدا ابدا الحمد لله ، كانت الأخوة هي السائدة ، و أخوة عجيبة جدا ، نحن لم نفكرأننا في مسابقة بل كنا نفكر أننا جئنا لنؤدي رسالة ، و جو الاخوة جعلنا لا في المال و لا في سيارة BM الدرجة الخامسة ، هذا فن هادف ولا يمكن ان يكون بيننا الحسد و البغضاء فإذا حضرت هذه الأخلاق السيئة ضاع كل ما ندعواإليه .
ماهي الألفاظ التي تعود لسانك على التلفظ بها بعد عودتك من الشارقة ؟
- " يضحك " في الحقيقة ، كلمة سلبية "يعني يعني " لا تفارق لساني ، و الكلمة الإيجابية كلمة "ماشاء الله " ، الإماراتيين إذا رأوا أي شيء ولو كان بسيطا يقولون ما شاء الله و هذه كلمة "تبلتي بها بزاف " .
- ألصق بالفنان صفات السكر و العهر ،هل يمكن أن يكون الفنان متدينا متخلقا ؟
ممكن أن يكون متدينا و متخلقا لأن رسالة الفن هي رسالة الجمال و الكلمة الرفيعة ، و من يريد أن يكون الفن كلمة ساقطة فهو يتناقض مع رسالة الفن ، و الفنان ينبغي أن يكون متخلقا و على رأس الأخلاق خلق التواضع و يكون متشبثا بالكلمة الراقية ، فقبل الأداء الفني و الصوت الجميل ، لابد من الاخلاق .
ما هي كواليس منشد الشارقة ؟
عند التصوير و خارج التصوير كنا متشبتين بديننا وأخلاقنا و بصلاة التراويح ، البث المباشر يبدأ على الساعة العاشرة ليلا بتوقيت الإمارت ، و لعلمك البث المباشر ليس بالأمر الهين ، صلاة التراويح تنتهي قبل البث بعشر دقائق ، و كنا متشبثين بالصلاة ، و المخرج يده على قلبه إلى حد أنه يلح في طلبنا بلطف و لين .
هل ساندك الجمهور المغربي في هذه المسابقة ؟
الجمهور المغربي يساند جميع التظاهرات ، إلا أنه الإعلام المغربي لم يكن متابعا للحدث ، و كنت أعاني من قلة التصويت و كنت أنا أقل المنافسين تصويتا بعد السوداني ، ولو الشعب المغربي و صله الخبر لكان التصويت مرتفعا و لفزت باللقب .
لحظة بكيت فيها بحرارة ؟
هذا كان واضحا في نصف النهاية بكيت على إخوان خرجوا من المنافسة ، لأنه كنا صراحة نعيش أجواءا أخوية جميلة، لما كنا في الإقامة السعودي حين يفكر في النهاية كان يبكي بحرارة إذا تذكر لحظة الفراق و الوداع ، و طبعا لما كنا نراه يبكي نبكي كذلك نحن .
طرفة وقعت لك مع زملائك ؟
كنا نزور جمعيات و مراكز خيرية ، مرة زرنا جمعية لرعاية المعاقين ، في هذه الجمعية شاركنا في لعبة مع المكفوفين ، أخذ أحد المكفوفين الكرة و رمى بها تجاهي وانا مغمض العينين بمنديل ، و بالسمع فقط تستطيع الإمساك بالكرة ، لكن الكرة خدعتني و مرت من بين رجلي " يضحك " و لما رأيت الإعادة في تلفزيون الشارقة ضحكت على نفسي كثيرا .
عند الإفطار في رمضان ، هل كان للمائدة المغربية حضور في ما تأكلون ؟
أولا نحن كنا نجلس في فندق فاخر ، وبالتالي لم نكن في "فيلا " حتى نتمكن من طهي بعض المأكولات لأنفسنا ، ففقدت الحريرة و الشباكية و سلو ..
ما هو إحساساك وأنت تجلس مع 15 منشدا يمثلون دولا عربية مختلفة ؟
- كان الفرح يعم جميع المشاركين ، لما نجلس كل واحد وثقافته ، فيستفيد بعضنا من بعض بلهجة مختلفة " يضحك " علمتهم بعض الكلمات " كبزاف و مزيان " هذه الكلمات الحمد لله حفظوها .
من هي الشخصيات التي التقيت بها ؟
- شخصيات كثيرة و مهمة ، تعرفنا على وزراء ، استضافنا سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في القصر على مائدة عشاء وكان الاستقبال حافلا و بهيجا ، التقينا بالشيخ سعيد الزياني المغربي ، الذي كان مغنيا مغربيا " ربي عفاعليه " وتأثرنا به كثيرا و كان يقول كلاما يدخل للقلب مباشرة ، و التقينا بحكم دولي إمارتي ، و التقينا بلاعبين في كرة القدم ، و حاورنا مؤرخين ، شخصيات كثيرة جدا التقيناها . بماذا أثرت في أصدقائك و بماذا أثروا فيك؟ كل واحد كان يتميزو بميزة ما ، مثلا كانوا يتأثرون بي الإخوان لأني كنت أقف على الخشبة مبتسما بأداء متميز ، كنت أنا أثرت بالإخوان من الناحية الدينية " مشاء الله عليهم " تجد عندهم إلمام كبير بالمسائل الدينية و منهم من يدرس الطب و أحدهم يشتغل في المصرف ، كل واحد له تخصص بعيد عن الإنشاد لكن تجده متدين و منشد في نفس الوقت ، وهناك من له مواهب متعددة.
أنت ابن فاس هل كان الطرب الأندلسي و الملحون حاضرا في منشد الشارقة ؟
نعم ، من خلال السهرات كنت أبرز الطابع المغربي و الطابع الأندلسي وحظي هذا باهتمام كبير ، و كنت "كندير الطبوعات المغربية " مثل أنغام المزموم و الحجاز الكبير ، و هذه طريقة في الأداء يختص بها المغاربة . بعد خوضك لهذه التجربة ، ماذا يعني لك الإنشاد الديني الإسلامي ؟ - الفن الإسلامي فن راقي ، فن هادف يتناول قضايا متعددة قضايا اجتماعية كالعيد و الأم و الأب ، و قضايا قومية كفلسطين و العراق ومن الناحية الدينية ذكر الله عزوجل و عظمة الكون و مدح سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و هذه خاصية ينفرد بها الإنشاد الإسلامي عن غيره لأن ليس له موضوعا واحدا .
لأي إنشاد ترتاح ،هل الإنشاد باللغة العربية أم بالدارجة ؟
- لو انشدت بلغة عربية فصيحة يمكن ان ترسل رسالة لكل العرب ، لكن إذا أنشدت باللغة الدارجة لا يفهمك إلا المغاربة .
من هو قدوتك في الإنشاد ؟
- من قبل و الآن هو الأستاذ عبد الفتاح بنيس ، انا متعلق به " كيعجبني بزاف "
ماذا بعد منشد الشارؤقة ؟
تبارك الله ، ماشاء الله ، هناك اعمال كثيرة ، في الأسابيع المقبلة هناك ألبوم لتصوير فيديو كليب في الإمارت ، عندي سهرات في فرنسا ، و عندي سهرة في طنجة و الدار البيضاء. نلاحظ ان أغلب الشباب المغاربة الذين شاركوا في المشرق في " ستار أكاديمي" أو غيره استقبلوا بحفاوة من طرف المسؤولين و الإعلام إلى ماذا ترجع ضعف االاهتمام حين نزولك في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء؟
- لما نزلت بصراحة في مطار محمد الخامس غمراني إحساس الإحباط ..
" مقاطعا "هل إحباطك هذا سيجعلك تتخلى عن الإنشاد الديني ؟
- لا لا أبدا ، الحمد لله ، قلت لك أنا من 1996 و أنا أمارس الإنشاد الديني ، إذن "ماغيجيش واحد الإشكال بسيط و غيأثر في " ، الحمد لله عندي رسالة أؤديها ، انا عندي طموحات كبيرة ، أريد أن أكون منشدا عالميا ، فضعف الاستقبال لن يجعلني أتراجع عن هذا الميدان ، لكن يؤسف هذه مسابقة بهذا الحجم الدولي و لكن لا ترى و لا تغطية إذاعية واحدة عند نزولي في المطار ، مقارنة مع الأردني الذي استقبله وزراء و ربما سيخصص له استقبال ملكي ، و أرسلت الإمارات فاكسات للمغرب لكي يخصص لي استقبال خاصا ، للأسف لما وصلت لم أجد شيئا ، الحمد لله وجدت الأهل و الأحباب .
هل تقبل المشاركة في استديو دوزيم ؟
لايمكن أبدا " وخا إرغبوني من مشيش " لأن استديو دوزيم بعيد عن الميدان الذي اهتم به ، و ثانيا " استوديو دوزيم ما متبعش الطريق المزيانة " ، ثم إذا نظرنا ، كيف يعقل أني شاركت في مسابقة دولية لها اهتمام كبير وفزت بالمرتبة الثانية و أسمح لنفسي بالمشاركة في مسابقة وطنية محدودة ، ربما سأحط من قيمتي ، لا أقول لك هذا لأني في حوار صحفي ، و الله العظيم لن أقبل .
ما هو المبلغ المادي الذي منحوك في المسابقة ؟
أولا الفائز الأول أخذ 25 مليون و سيارة BM الفئة الخامسة ثمنها يصل ستين مليون مغربية ، و حصلت انا على مبلغ على 25 مليون مغربية تقريبا .
ماذا ستفعل بها هل ستتزوج ؟
واش أنا عندي 19 السنة و غنتزوج " يضحك " ، الزواج مسؤولية و يحتاج إلى الاستقرار المادي و المعنوي ، أفكر في استثمارها في مشروع من المشاريع .
كلمة في حق هؤلاء الثلاثة من المنشدين :
- أبو الجود : فنان أحترمه عنده تكوين فني كبير .
- أبو راتب: كذلك هو يشبه أبو الجود . -
أبو خاطر : فنان ذو حس غريب جدا .
كلمة أخيرة : في الحقيقة أحس بالفرح لأني مثلت بلادي أحسن تمثيل ، وأشكر الجمهور المغربي الذي ساندني ، وأتمنى أن يهتم الإعلام المغربي بهذا الميدان لأن الفن الإسلامي هو فن الكلمة الراقية ، و لم لا يخصص مسابقات في هذا الميدان لأن المغرب هو دولة عربية مسلمة ، كما أني أهدي هذا الفوز إلى صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله .
منقول عن مدونة الوعي المغربي للأخ مصطفى بوكرن الذي أجرى هذا الحوار الشيق مع منشدنا المتألق مروان حاجي
http://father-father.maktoobblog.com/
http://father-father.maktoobblog.com/